الرئيسية » مشاركات القراء » التجمع، الفكرة والواقع - بقلم عرب عرار
التجمع، الفكرة والواقع - بقلم عرب عرار
24/05/2016 - 10:09
منذ قيام التجمع الوطني الديمقراطي، كحزب يكثف في صفوفه تجربة الحركة الوطنية بالداخل بكل روافدها، ويسعى لتنظيم الاقلية العربية الفلسطينية وتعظيم دورها وأدواتها، ونحن يتملكنا ذاك الشعور العميق بالفخر والاعتزاز بانتمائنا لمشروع وطني سياسي لا يكتفي بتحديد جذور وطبيعة المشاكل والتحديات القائمة فقط، وانما يعمل على تأسيس وتطوير رؤى وتصورات علمية فعالة لمواجهتها وحلها ضمن معادلة المواطنة المتساوية المتحدية والحفاظ الجذري على الهوية والانتماء الفلسطيني. هذا التميز والفرادة في القدرة على المحاربة في الملعب المدني دون المس بالثوابت الوطنية، بل بترسيخها وتعميمها، هو بذاته الامر الذي جعل من التجمع حزبًا ذا قاعدة جماهيرية عريضة تمتد على طول البلاد وعرضها، وهو عينه ما شكل دافعًا للرفاق بالتجمع الى تقديم جل ما يملكون من طاقات وقدرات وتسخيرها في سبيل ابقاء هذا الحزب في الطليعة دائمًا.
 
لقد شكل التجمع بوصلةً واضحة للسلوك الوطني المنضبط والفعال وطريقا واضحا للخطاب السياسي الإجماعي لشعبنا. لطالما خضنا المعارك تلو المعارك وقوفا في وجه مخطط الأسرلة وتخريب الوعي من خلال فضح حلقاته السلطوية وأزلامه المندسين بيننا، فضلا عن طرح مشروعنا بحلة واقعية وعرضه كبديل وطني في شل حركة واعتراض خدعة ما سمي بـ”اليسار الاسرائيلي” حينها كحزب العمل وميرتس وغيرها. كان ذلك كله يتم جنبا ال جنب مع عملية متسارعة من التثقيف والصراع على جبهة الوعي الاجتماعي لتجاوز الخطاب الرجعي المتمثل بالتعصب للعائلة، البلد والدين.
 
لقد لفت حزبنا الكثير من الازمات في السنين الاخيرة، كان النفي القسري للدكتور عزمي بشارة مرورًا ابرزها، ثم حملة الملاحقة السياسية لنوابنا في الكنيست وقيادات حزبنا،  وترهيب الفئات  الشبابية وجماهير مؤيدينا، مما قوى شكيمة الرفاق وعزز قناعاتهم اننا نسير في الطريق الصحيح، كل هذا جذر انتمائي لفكر وتنظيم التجمع ودفعني الى المضي مصمما في تقديم جل طاقاتي، الى جانب رفاقي الشباب،  لانجاح هذا المشروع  الغالي وعدم التردد باعتبارنا درعا أمينا لهذا البيت.
لقد شكل نشاطنا التجمعي في كافة ارجاء الوطن، بجليله ومثلثه ونقبه، وبمنطقة المثلث الجنوبي خصيصًا، سدًا منيعًا في مواجهة عمليات هدم البيوت المستمرة ومحاولات مصادرة الاراضي تحت العديد من المسميات، اضافةً الى عملنا على نشر الخطاب التقدمي النيّر في الكثير من الساحات والذود عن دور المرأة والفكر الديمقراطي الحر عبر كوادنا وفعالياتنا الثقافية والوطنية.
 
هنالك الكثير من الفرص التي يجب علينا، كحركة وطنية، اغتنامها في ظل عنصرية دولة تعاملنا كأعداء،  وغياب المؤسسات المدنية والاجتماعية الوازنة، حيث اننا نمتلك من القدرات والامكانيات اللتي تخولنا لفرض البديل الوطني من خلال اعادة تنظيم الكوادر داخل فروعنا وبناء قنوات تواصل مع جمهورنا ورفاقنا اللذين انشغلوا بالامور الحياتية، وحتى اؤلائك الذين قد يرون اننا قد ابتعدنا جوهريا عن ثوابت خطنا السياسي.
 
ان انتشارنا بين جميع شرائح المجتمع، وانخراطنا في اللجان الشعبية والعمل مع الناس، وتبني قضاياها اليومية بعد مأسسة عملنا واقامة الجمعيات الاهلية، سيمكننا من ترجمة خطابنا الى حقيقة. ينبغي علينا تعزيز وحدتنا الداخلية وتلاحمنا مع القوى الوطنية الاخرى  واعتبار ان تركنا للمناكفات السياسية مع باقي الاحزاب الناشطة، وتبنّي خطط عمل حديثة ومدروسة تناسب عصرنا وواقعنا، هو فقط ما يزيد من نجاعة نضالنا.
ان تاريخ التجمع وتجاربه العديدة كانت برهانًا على ان خطابنا هو  الاصح والسباق، وهو ينتظر المزيد من الترجمة والتدعيم من خلال ضخ دماء جديدة من قطاع الشباب، واستقطاب فئات ذات طاقات متحفزة للعمل والعطاء، كي ننطلق في عملية التجدد مع الحفاظ على موروثنا الوطني واحترام تاريخ قادتنا النضالي.
 
معًا نحو مؤتمرٍ بصبغة شاببيّة ذات رؤية جديدة ومجددة للانتماء للتجمع فكرةً وواقعًا !
دمتم ودام التجمّع
اضف تعقيب
الإسم
عنوان التعليق
التعليق
ارسل
1
رام الله
انت مثال للشباب الواعد ولك مني التحية والتقدير
علي ابو حطب - 07:12 29/05/2016
  • 04:39
  • 12:39
  • 04:17
  • 07:13
  • 08:34
  • You have an error in your SQL syntax; check the manual that corresponds to your MariaDB server version for the right syntax to use near ')) order by `order` ASC' at line 1